دبي: كفاح عارف BBC
لثلاثاء, 29 سبتمبر/ أيلول, 2009, 13:50
____________________________
شهدت مدينة دبي مؤتمرا حول العلوم والتكنولوجيا هو الاول من نوعه بالنسبة للمراة العربية .
يشارك في المؤتمر، الذي يعقد على مدى ثلاثة ايام (28 - 30 سبتمبر) تحت عنوان: " المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا - التعزيز لاجل التنمية في العالم العربي " ، اكثر من 200 امراة عربية بينهن عالمات وباحثات وسيدات اعمال ومستثمرات واعلاميات متخصصات في الصحافة العلمية من داخل الدول العربية وخارجها ، اضافة الى اكاديميين وعلماء وتكنولوجيين ورجال اعمال .
هذا المؤتمر الذي تنظمه المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ، بالاشتراك مع منظمة اليونسكو والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الاسيسكو" ومنظمات اخرى ، يسلط الضوء على واقع المراة العربية وانجازاتها في مجال العلوم والتكنولوجيا ، كما يشخص التحديات التي تعرقل انخراطها في برامج التنمية وتبؤ مراكز قيادية .
تركز محاور المؤتمر على قضايا متعددة تتصل بالجهود التي تبذلها الدول العربية لتعزيز دور المراة في العلوم والتكنولوجيا.
ويشارك في المؤتمر شخصيات قيادية في مجال العلوم مثل الدكتور فاروق الباز مدير مركز ابحاث الفضاء في جامعة بوسطن الولايات المتحدة، والدكتورة لحاظ الغزالي عالمة جينات عراقية حائزة على جائزة لوريال يونسكو العلمية لعام 2008 وفي عالم المال الدكتورة فائزة الخرافي نائبة رئيس مجلس سيدات اعمال دبي، وفي عالم السياسة هناء سرور وزيرمفوض في جامعة الدول العربية والدكتورة ميثاء سالم الشامسي وزيرة دولة في دولة الامارات وعائشة المبارك عضو في مجلس الشورى البحراني اضافة الى الدكتورة نينا فيدروف ، المستشارة العلمية لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون ، والتي تدعم مشاريع علمية لمساعدة دول العالم النامي ضمن ما اصبح يعرف بالدبلوماسية الامريكية العلمية.
وتطلق منظمة اليونسكو خلال المؤتمر تقريرها " العلم والتكنولوجيا والبعد الجنسوي " ومفهوم الجنسوية "gender" في العالم العربي.
وفي لقاء مع بي بي سي العربية قال الدكتور عبد الله النجار ، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ، ان المؤتمر ياتي ليكمل العديد من محاولاتٍ ومبادراتٍ سبقته لجمع نساء العلوم العربيات وتعزيز دورهن في المنطقة العربية ، ليمثل نقلة نوعية تعين المراة العربية على ان تخطط واقعها بنفسها.
ويضيف النجار: ان هدف المؤتمر الاول هو تقديم نوع جديد من الخدمات يعزز دور المرأة العربية ، وفق اطر تقليدية ، مثل دراسة واقع المراة وانخراطها في قضايا التنمية ، ودراسة واقع الاداء الحكومي وقطاع الاعمال وتلمس محاولاته لتمتين هذا الدور ، كذلك البحث عن موقع امرأة العلوم العربية في مجال الجوائز العلمية الاقليمية والعالمية والريادة في الاعمال والاختراعات ، الخ .
لكن الجانب النوعي الذي سيسعى الى توفيره المؤتمر ، كما يؤكد النجار ، يتمثل في اطلاق مشاريع جديدة تربط نساء العلوم والتكنولوجيا ، اينما كن ، بعضهن مع بعض ، عن طريق الشبكة الالكترونية مثلا ، ثم التواصل فيما بعد في ميادين البحث والابتكار والتطوير وتبادل الخبرات ، وكذلك لربطهن بالمجتمع العلمي الدولي، فضلا عن اطلاق مرصد لأكتشاف النساء المتميزات ودعمهن .
وقال النجار ، انه وجد في خلال السنوات العشر الماضية من نشاط المؤسسة ان مشاركة المرأة العربية في البرامج العلمية العربية محدودة عملياً ، ولا تزيد على نسبة اربعة عشر في المئة ، وحضورها على منصات المؤتمرات لايزيد عن اثنين بالمائة ، وفي الاستثمار التكنولوجي وقيادة الاعمال لاتزيد عن اربعة ونصف في المائة .
ولهذه الاسباب تطلق المؤسسة مجموعة من الجوائز الجديدة لتحفيز المراة العربية ولزيادة مساهمتها عن طريق مشاريع اربعة جديدة ايضا.
وتعتقد الدكتورة ريم تركماني ، زميل الجمعية الملكية للبحوث في جامعة امبريال البريطانية ، ان دور الطالبات اللاتي يحصلن على درجات عليا في الفروع العملية يخبو حالما يدخلن الحياة المهنية .
وتفول ان السبب هو ضعف الثقة في انفسهن ، وتضيف : "ان مبادرات تعزيز دور المراة العلوم ينبغي ان تشتمل على عقد المؤتمرات وتوفير المنح ، ليس في العالم العربي وحده بل حتى في المجتمعات المتقدمة علميا ."
ورغم ضعف مشاركة امراة العلوم العربية فهي " لم تترك مجالا الا ودخلته ، سواء كان في العلوم الطبيعية او الطب او الهندسة او التكنولوجيا بكل التشعبات ، والتخصصات التقليدية والمستحدثة والنادرة احيانا في هذه المجالات " . هذا ما يقوله محمد عارف المستشار العلمي للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في دراسة يقدمها للمؤتمر حول واقع امرأة العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي .
ويؤكد عارف ، ان معظم البلدان العربية تفوقت على دول متقدمة كثيرة في نسبة دراسة النساء للعلوم والهندسة والطب . يؤكد ذلك في دراسة كان اعدها بتكليف من " البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة " UNDP ، صدرت ضمن تقرير التنمية الإنسانية العربية قبل ثلاثة اعوام بعنوان " نحو نهوض المرأة في الوطن العربي " .
ويلفت عارف الانتباه الى ان " مواقف المجتمعات العربية والأسر من انخراط النساء في العلم بعيدة عن الصورة السلبية السائدة عن العالم العربي ، وتحتاج إلى مراجعة منصفة "غير استشراقية " .
فهو يلاحظ " أن معظم نساء العلم في المنطقة يعبّرن عن مشاعر الامتنان لدور الأسرة ، والإشادة بدعمها في اختيارهن العلم وتحمل أعبائه "
ويركز المؤتمر ايضا على الدور البارز الذي يلعبه الاعلام العربي في تشكيل الراى العام والطرق الامثل لاحداث تغيير ايجابي في عرض صورة المرأة ، خاصة امرأة العلوم والتكنولوجيا ، وذلك في ورشة عمل تديرها الدكتورة نادية العوضي التي انتخبت مؤخرا كأول امرأة عربية مسلمة تتولى رئاسة الاتحاد العالمي للصحفيين العلميين .