الأفكار التربوية التربية كما يتصورها جون ديوي
•
"تعني
مجموعة العمليات التي يستطيع بها المجتمع أو زمرة اجتماعية كبرت أو صغرت أن تنقل
سلطانها أو أهدافها المكتسبة، بغية تأمين وجودها الخاص ونموها المستمر،
•
إن التربية هي الحياة" وبهذا حدد
ديوي غرض التربية كحركة تخدم المتعلم في يومه قبل غده مع التأكيد على أنها عملية
مجتمعية ديمقراطية إذ أن قوة المجتمع هي التي تصبغ الأفراد وتصيغ
الأهداف فالعلاقة بين التربية والمجتمع علاقة وطيدة منذ القِدم.
•
فالفلسفة عند ديوي
ترسم مسارات التعليم ولا يمكن الفصل بين الفلسفة والتربية فالأول يقدم التصورات
الضرورية والثاني يمثل التطبيق العملي لتلك التصورات
•
يرى ديوي أن أسلوب
المحاضرة من الطرائق القاصرة في التعليم ومنافعها محدودة لأنها لا تتيح الفرصة
للمتعلم كي يستكشف الواقع، ويجمع المعلومات، ويقيس الأمور، ويبحث عن الحلول, لهذا
فإن أسلوب السعي في حل المشكلات القائم على حرية المتعلم أكثر إيجابية وخير من
الدروس التقليدية القائمة على محاضرات المعلم التلقينية.
•
من أفكار
ديوي التربوية طريقة المشروع "project method" ويقصد بها أنَّ
يقوم المتعلمون باختيار موضوع واحد ودراسته من عدة جوانب كأن يذهب المتعلمون إلى
مزرعة وفيها يتعلمون كيفية الزراعة ويستمعون إلى تاريخ الزراعة في تلك المنطقة
ويتعاون كل فرد من المجموعة بعمل جزء من المشروع ، في عملية تنفيذ المشروع يقوم
الطالب بجمع البيانات المطلوبة من المكتبة أو مقابلة الأساتذة
من أهم سمات طريقة المشروع
كنشاط شامل:
•
-أن المتعلم
عادة سيتفاعل معه لأنه قد يكون شارك في اختيار الموضوع.
•
-طريقة المشروع تشبع حاجة المتعلم النفسية لأنها
تراعي الفروق الفردية،
•
وتدفعه إلى التعلم الجماعي، وتحرره من قيود
الكتاب المدرسي.
الانتقادات
التي وجهت إلى الفلسفة البراجماتية:
1- تركز البرجماتية على
المتعلم وتعده المحور الأساس في بناء المنهج وتنفيذه وترفض الاتجاهات التربوية
التقليدية التي اتخذت المادة الدراسية محوراً لها في بناء المنهج وتنفيذه، ولأن
المتعلم محور العملية التعليمية وترفض البرجماتية التحديد السابق للمادة العلمية
وترفض التخطيط للعملية التعليمية ومراحلها، مما يجعلها تبتعد عن تنظيم العملية
التربوية مواداً وفصولاً.
2 - تؤكد الخبرة الذاتية
للفرد بوصفها وسيلة لمعرفة العالم الخارجي والتعامل معه, وترى أن مفهوم الصدق
يطابق مفهوم النجاح والفاعلية تطابق المنفعة فكل ما يحقق فائدة عملية ويقود إلى
تحقيق أهداف الفرد صادقاً وصحيحاً.
3 - أنها تؤكد النمو
التلقائي للفرد بحكم العوامل الوراثية الحتمية والبيولوجية وتنظر إلى أهمية
التراكم الكمي للخبرات الفردية في تكوين الشخصية. وعلى هذا الأساس تتعامل مع
التربية بالانتقاء الاجتماعي والتوزيع وفقاً لقدرات الأفراد الطبيعية، ولا سيما
الذكاء. وعليه لا يمكن بناء الشخصية المتكاملة بحكم إغفالها للتراث الحضاري
والعوامل الاجتماعية والعوامل الأخرى تؤدي أثراً في بناء شخصية الإنسان وهذا يناقض
منطق العلم , ويؤدي بالمتعلم إلى تشتت اتجاهاته.
4 - لا تتقيد التربية البرجماتية بمعايير روحية فليس في رأيها وجود سابق
للقيم والمعايير الروحية، ولكنها تنشأ في أثناء القيام بالتجارب الناجحة، وتتولد في أثناء حل المشكلات المتنوعة. وترى
أيضاً أن الخبرة الذاتية للفرد والنجاح الفردي هما الأساس للأخلاق، وليس تراكم
التراث الثقافي للإنسانية، أو لمصلحة المجتمع وقيمته، فهي بذلك تأكد التنافس،
وتنمي الفردية والنجاح الفردي والمنفعة والبقاء للأقوى .
5- النظرية البرجماتية
تركز على الجانب العملي لعملية التعليم فإن نشاط المتعلم وفاعليته في النشاط
والمشروعات والوحدات التي خططها المتعلم وينفذها فهي بذلك تقدمه للمعرفة بدلاً من
أن تقدم المعرفة له. وهذا سيؤدي إلى تحطيم التنظيم المنطقي للمادة العلمية، فضلاً
عن أنها لا تقدم للتلاميذ إلا المعلومات الجزئية والسطحية ذات الهدف النفعي مما
يؤدي إلى ضعف المستوى العلمي للتلاميذ.
6- يتمثل دور المعلم
البرجماتي في النصح والاستشارة وتنظيم ظروف الخبرة والإمكانات التي تساعد على تعلم
الفرد. وهذا يعني إهمال الكثير من طاقات المعلم وإمكاناته وإبداعاته لأنه عنصر
فاعل في العملية التعليمية مما يكسب العملية التربوية قدرة على بناء المتعلم
وتعليمه.
بقلم/عمر أحمد الهمشري ،(2009). مدخل إلى التربية. دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان
، الأردن.
بقلم/ نعيم حبيب جعنيني. (2006م). الفلسفة وتطبيقاتها التربوية، دار وائل للنشر, عمان،
الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق